اول مركزللتميز لرعايةالطلاب الموهوبين

في الإسكندرية
أول مركز للتميز لرعاية الطلاب الموهوبين

كتب : عبد الرحمن مدني
حدد أديبنا الكبير الأستاذ محمود عباس العقاد صاحب العبقريات الشخصية العبقرية بثلاث عناصر هي الفَرادة بمعنى أن يكون الشخص ليس له مثيل والجِدّة بمعنى أن يأتي هذا الشخص بكل ما هو جديد وثالثاُ أن يتميز عمله بالابتكار بأن يأتي بشيء لم يسبقه إليه أحد أو بخلق وظيفة جديدة لشيء موجود أصلاً سواء كان ذلك عن طريق الحذف أو الإضافة .
أشار إلى ذلك مصطفى محمد عبد الكريم مدير إدارة الخدمات التربوية بإدارة الجمرك التعليمية والمسئول عن تنفيذ فكرة إنشاء مركز التميز بمدرسة قاسم أمين الإعدادية بنات لرعاية الطلاب الموهوبين بمدارس حي الجمرك وقال : مفهوم الموهوب شئ عزيز وغالي وكلما اكتشفنا الموهوب في وقت مبكر كلما كان ذلك بمثابة القوة الدافعة لتنمية المجتمع وتقدمه والعكس صحيح تما ماً قد يصبح الموهوب قوة مدمرة وضارة بالمجتمع في حالة عدم اكتشافه في الوقت المناسب فالمجرم موهوب وتاجر المخدرات موهوب والمزور والمختلس والمرتشي جميعهم موهوبين أيضاً وهناك الكثير من الموهوبين ممن يقبعون وراء جدران السجون وقعوا في براثن الجريمة لم يجدوا من يكتشفهم ويرشدهم نحو الاتجاه الصحيح قبل أن يرتكبوا جرائمهم .
مركز لرعاية الطلاب الموهوبين
عن فكرة إنشاء مركز التميز يقول مصطفى عبد الكريم المشرف على التنفيذ : بدأت الفكرة بخطاب موجه من مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية بإنشاء مركز للتميز لرعاية الطلاب الموهوبين على مستوى الإدارات السبع وبناءً عليه وإيمانا بأهمية الفكرة بدأت في البحث عن مجموعة عمل تشترك معي في تحقيق هذا الحلم الجميل ولديها من المقومات والقدرة على ترجمته إلى واقع وحقيقة فوقع اختياري على انتداب الزميل الأستاذ/ سعيد احمد عطا رئيس قسم الصحافة المدرسية بإدارة الجمرك التعليمية والزميلة الدكتورة وفاء البرعي والأستاذ/ نجاح يوسف من هيئة التدريس بإدارة الجمرك التعليمية نظرا لما وجدت لديهم من حماس للفكرة وقدرات فريدة بعيدا عن الإجراءات الروتينية المعقدة . وبالفعل بدأنا كفريق عمل وضع الخطط والتصورات اللازمة لما ينبغي أن يكون عليه شكل المركز وأسلوب العمل به .

وأضاف في البداية كان لابد من الاتصال بنقابة المعلمين والاعتماد على المشاركة المجتمعية لتوضيح الأهداف وعرض الاحتياجات من أجل نشر الفكرة والعمل على إنجاحها وبالفعل كان الصدى كبير وسريع من جهة النقابة وأهالي حي الجمرك بمختلف طوائفهم من رجال أعمال وأصحاب مشاريع وتجار وأولياء الأمور فقاموا بتلبية العديد من الاحتياجات مثل أعمال النقاشة وتجميل الحوائط وأثاث متواضع جديد ومستعمل مثل ترابيزة لعقد الاجتماعات ومجموعة الكراسي وستائر وبلتكانات وتليفزيون ملون مستعمل ومروحة وأعمال الكهرباء كما قام أحد الزملاء بتجميل باب حجرة المركز ونقابة معلمي حي الجمرك بعمل أرضية الحجرة وتأمين المداخل ومن جهتنا قمنا بتدوين تلك التبرعات والإنجازات والمساهمات المقدمة بالمشاركة المجتمعية بسجلات العهدة الخاصة بمدرسة قاسم أمين مقر مركز التميز كبداية لإضافة المزيد من المنجزات .
الحاجة إلى الكوادر المدربة
عن الأسلوب والآلية التي سوف يتم بها اكتشاف الموهوبين من طلاب المدارس بحي الجمرك قال : تم إعداد المركز لخدمة 25 طالب وطالبة من الموهوبين في مختلف الميادين بمدارس حي الجمرك بالمرحلة الابتدائية كبداية على أن يشمل طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية فيما بعد والمركز كنواة سيقوم بإعداد الخطط والبرامج والمحاضرات والندوات في مختلف المجالات والأنشطة الفنية والرياضية والعلمية ومن جهتنا سنقوم بعملية الملاحظة ثم الفرز الأولي وبعد ذلك يأتي دور الخبراء والكوادر المدربة والمتخصصين لكي يقع اختيارهم على الموهوبين من طلاب المدارس .
عن المقاييس التي سوف يتم من خلالها قياس قدرات الموهوبين قال : ليس لدينا حالياً تلك المقاييس وإذا وجدت فهي في بعض المعاهد والكليات الأكاديمية وليس لدينا الكوادر المدربة عليها لذلك نحن في أشد الحاجة إلى تلك الكوادر المدربة التي تمتلك الأدوات والمقاييس ولديها القدرة على استخدامها في مختلف الميادين وعن مصادر الحصول على تلك الكوادر المدربة قال : يمكن الحصول عليها من الكليات المتخصصة مثل كلية الفنون الجميلة والتربية الرياضية وكلية التربية الموسيقية وأقسام التربية الفنية في كلية التربية النوعية والمتخصصين في الإدارات العلمية .
المركز أنشئ من لاشيء لكي يبقى ويستمر
وأضاف بأن هذا المركز أو المكان أنشئ من لا شئ لكي يبقى ويستمر ولن يبقى ويستمر إلاّ بفضل المؤمنين بهذه الفكرة والمدافعين عنها من الشباب الواعي القادر على حمل الراية جيل بعد جيل بعيداً عن تلك الإجراءات الروتينية والبيروقراطية المعوقة والتي قد تمثل عوامل ضغط في المستقبل ولا سبيل للتغلب عليها إلا عن طريق المشاركة المجتمعية والجمعيات الأهلية المنتشرة ورجال الأعمال بالحي .